للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا بقاء للسيف والقدح والمكحلة والعمامة وبقية الدروع وغيرها من الآثار.

وهذا يدل والله أعلم على اندثارها أو ضياعها؛ لانقطاع سندها وخبرها، ولو كانت موجودة لصرح بها ورثتها والذين وصلهم شيءٌ منها.

ومن الجدير بالذكر أن درع النبي وسيفه وقدحه والمكحلة وغيرها من الآثار الخاصة به ، جاء ذكر وجود بعضها في كتب المتأخرين من أصحاب السير والتاريخ، مع انقطاع سندها قبل ذلك، فهذا يدل والله أعلم على عدم صحة ثبوتها كما سيأتي تحقيق ذلك في المسألة التالية.

إذ إن كتب السيرة والتاريخ لا يمكن الاعتماد عليها؛ لما فيها من نقل الغثّ والسمين، والصالح والطالح.

قال صاحب كتاب السيرة الحلبية: ولا يخفى أن السير تجمع الصحيح والسقيم والضعيف والبلاغ والمرسل والمنقطع والمعضل دون الموضوع.

ومن ثم قال الحافظ الزين العراقي :

وليعلم الطالب أن السيرا

تجمع ما صح وما قد أنكرا (١).

المسألة الثالثة: مدى صحة الآثار النبوية الشريفة المُشاهدة في المتاحف:

تبيَّن في المسألة السابقة نهاية ومآل بعض الآثار المرئية النبوية من خلال ذكر ما جاء عنها من الآثار المروية، والتي يمكن تلخيصها كالتالي:

١ آثار انقطعت بوفاة النبي وذهبت بذهابه : كاليد، والريق، والبصاق، وفضل الوضوء (٢).

٢ آثار دفنت في القبور (٣): كالبردة، والعصا، والشعر.


(١) السيرة الحلبية، لأبي الفرج نور الدين الحلبي (١/ ٥).
(٢) كما سبق بيانه في (٥٤).
(٣) يُنظر: ما رواه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب حسن الخلق (٥١٠/ ح ٦٠٣٦).

<<  <   >  >>