للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب السادس

حكم إحياء آثار الأمم الهالكة

يتبيَّن مما سبق أنه مع وضوح الحجة وظهور البرهان، خسرت الأمم الهالكة الامتحان، واستحبوا العمى والطغيان على الهدى والإيمان، فوقع عليهم العذاب والخسران.

وإنّ هذه العجائب والآيات التي أهلك الله بها الأقوام الغابرة، تارةً تُعلم بمجرّد الأخبار المتواترة، وإن لم نشاهد شيئًا من آثارها، وتارةً مع الخبر نُشَاهد بالعيان آثارها الدالّة على ما حدث؛ لقوله تعالى: ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ﴾ [العنكبوت: ٣٨]، وقال : ﴿وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ *﴾ [الحجر] (١).

فالواجب على المسلم الإيمان والتصديق بما جاء في الكتاب والسُّنَّة الصحيحة من أخبار السابقين، وما حصل لهم من عذاب ونكال، وإن لم تبقَ لهم آثارٌ مُشاهدة، وما كان له أثرٌ باقٍ من مواضع، ومساكن، وديار، فالواجب سلوك المنهج النبوي القويم تجاهه.

و من خلال موقف السلف تجاه آثار الأمم الهالكة، يمكننا تفصيل حكم إحيائها من خلال مسألتين:

المسألة الأولى: إحياء المسلم لآثار ديار المعذبين بالزيارة، وإنشاء السير لها بالأبدان.

المسألة الثانية: إحياء آثار ديار المعذبين؛ للسياحة، بالتهيئة، وتذليل الوصول إليها.


(١) يُنظر: النبوات، لابن تيمية (١/ ٥١٤).

<<  <   >  >>