للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويعتقدون أن الأمراض تسببها الأرواح الشيطانية الشريرة، فيلجؤون إلى آلهة الطب، والتي رمزوا لها بعصا ملتفٌ حولها حية أو حيتان، حيث تعتبر الحية باعتقادهم قادرة على تجديد شبابها؛ لأنها تخلع جلدها فيعود إليها الشباب.

كما أنهم يلجؤون إلى الأطباء الذين كانوا غالبًا من الكهنة، ويدّعون علاجهم بالطلاسم، والتمائم (١) كوضع قلادة من حجارة صغيرة تُسلك في خيط وتعلق على العنق، وما إليها من الرقى والتعاويذ؛ لاسترضاء الآلهة على حد زعمهم والحصول على مساعدتها في شفاء المرضى (٢).

لأجل ذلك نجد أن أكثر الألواح التي عثروا عليها في أرض بابل مكتوب عليها بحروف مسمارية (٣) طلاسم وصيغ سحرية؛ بحجة طرد الشياطين، وتكهنات وتنبؤات بالغيب، وقوائم في الفأل السماوي منه والأرضي (٤).

[المسألة الثانية: من سعى في إحياء الآثار البابلية وتسبب في إخراجها]

لم يستمر حكم البابليون إلا حقبة من الزمن، تلاه هجوم الفرس في عام (٥٣٩ ق. م.)، فسقطت الدولة البابلية (٥).

ثم بعد ذلك بزمن وصلت الفتوحات الإسلامية إلى العراق، وأصبحت


(١) سيأتي التعريف بالتمائم في الفصل الثالث، انتقل فضلاً (٥١٩).
(٢) يُنظر: قصة الحضارة (٢٢٦)، معالم حضارات الشرق الأدنى القديم (٢٥٣).
(٣) إن مؤسسي الكتابة المسمارية هم السومريون، ثم انتقلت إلى البابليون، والحروف المسمارية شديدة التعقيد، تعدّ حروفها قرابة (٦٠٠ حرفًا)، لكثير منها عدّة معاني. يُنظر: الحضارات القديمة، لدياكوف وكوفاليف (١٠٨).
(٤) يُنظر: قصة الحضارة (٢٢٧).
(٥) يُنظر: جوانب من تاريخ وحضارة العرب في العصور القديمة، لأحمد أمين سليم (٢٠٠).

<<  <   >  >>