للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الأول

الآثار النبوية

بعثة الرسل نعمة من الله على البشرية؛ لأن الحاجة إليهم ضرورية، فلا ينتظم للبشر حال، ولا يستقيم لهم دين إلا بدعوة الأنبياء والرسل .

وأولوا العزم هم أفضل الرسل، وأفضل أولي العزم: رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم الذي أُرسل رحمة للعالمين، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ *﴾ [الأنبياء].

فكانت بعثته مشعل نور، وهداية للثقلين، وفرقانًا بين الحق والباطل، ودعوة إلى التوحيد الخالص الذي أُسه وأساسه إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

وحب رسول الله أمرٌ أوجبه الله وشرعه لعباده، تبعًا لمحبته ، وأن اتباعه علامة على محبته، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٣١].

يقول الحافظ ابن كثير : هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله، … وزعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية (١).

ولا يكمُل إيمان العبد إلا إذا كان يحب الرسول أكثر من نفسه وماله ووالده وولده والناس أجمعين (٢)، وهذا الحب ضابطه التوسط والابتعاد


(١) يُنظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٢/ ٣٢) بتصرف يسير.
(٢) كما جاء في الصحيحين: قال رسول الله : «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين». أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب حب الرسول من الإيمان، (١/ ١٢/ ح ١٥)، ومسلم في صحيحه كتاب الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله أكثر من الأْهل والولد والوالد والناس أجمعين، (١/ ٤٩/ ح ٤٤).

<<  <   >  >>