للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الأول

أسباب المخالفات العقدية المترتبة على إحياء الآثار

فطر الله البشر على التوحيد، وهو الأصل الذي كان الناس عليه، لكن لما حصل الانحراف عن هذا الأصل، والوقوع في البدع والشركيات، التي منها إحياء الآثار، ترتب على ذلك جملة من الانحرافات والمخالفات، والتي من أسبابها، ما يلي (١):

١ - الجهل بحقيقة ما بعث الله به رسله من تحقيق التوحيد، وقطع الشرك ووسائله، والجهل بأحكام الدين، ومقاصد الشريعة، وقواعد اللغة العربية وأساليبها، فلا يرى الجهلة بأسًا من مُضاهاة المشركين.

والجهل بشكل عام أصل كل المخالفات وأساسها، وغيره من الأسباب فرع عنه.

٢ - اتباع الهوى، والاعتماد على الآراء، وهذا أصل الزيغ والضلال، فما وافق أهواءهم أخذوه، وما خالفها تركوه، فمتبع الهوى يثبت الأدلة الشرعية التي تحقق غرضه، ويقرر الحكم بناء على هواه، وهو قلب لقضية التشريع، وإفساد لغرض الشارع من نصب الأدلة، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ﴾ [القصص: ٥٠].

ويتمسكون بالشبهات في تسويغ انحرافاتهم، وما يتشبثون به إلا كبيت


(١) يُنظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٢٢/ ٣٦١ - ٣٦٢)، إغاثة اللهفان، لابن القيم (١/ ٣٨٧ - ٣٩٢)، يُنظر: الاعتصام، للشاطبي (٢/ ٦٩٠)، مجموع فتاوى ابن باز (٣/ ٣٣٦)، فتاوى نور على الدرب، لابن باز (١٨/ ٤٣١)، عقيدة التوحيد، لصالح الفوزان (٢٢٢ - ٢٢٥)، بدع القبور، لصالح العصيمي (٣٧ - ٨٩)، نور السُّنَّة وظلمات البدعة، لسعيد بن وهف القحطاني (٣١)، والبدع الحولية (٧١)، التبَرُّك المنحرِف، لأكرم عصبان (٤٦).

<<  <   >  >>