للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الأول

أبرز الشبهات حول الآثار الحديثية المروية والمواسم الزمانية

تعرضت الآثار النبوية الحديثية الشريفة لهجمات شرسة بعد زمن النبوة، حيث قام أعداء الملة والمناوئون للسنة بالتشكيك بها وانتقاصها. فلم يطِلّ القرن الثاني الهجري حتى ظهر من يُنكر حجيتها جزئيًا، وكليًا، نتيجة للشبهات التي خلفتها الروافض والخوارج ومن بعدهم كالمعتزلة (١).

حيث سلكوا عدة طرق منها: عدم الاستدلال بالآثار النبوية الحديثية، ومحاولة إبطال حجيتها بإثارة شبه قد تروّج على بعض الجاهلين وذوي الأهواء المنحرفة.

وإن ادّعت تلك الفرق والحركات أنها تؤمن بالقرآن الكريم.

إذ القرآن الكريم بإعجازه سورٌ شامخٌ حال بين هؤلاء الحاقدين وبين ما يريدون.

وقد سبق بيان أن الاحتجاج بالآثار النبوية الحديثية الصحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول أمرٌ بديهي، لا يحتاج إلى إثبات (٢)؛ لأن الإسلام يقوم على أساسين هما: الكتاب والسُّنَّة، بفهم سلف الأمة.

ومن الواجب على أهل الإسلام الرد على من أنكر حجيتها كليًّا أو جزئيًّا؛ ودحض شبهاتهم. من باب إحياء الآثار النبوية الحديثية، وتيمنًا بمنهج أهل السُّنَّة والجماعة في الرد على المخالفين، إذ يقول الإمام مسلم في


(١) كما سبق بيان موقفهم في المطلب السابق راجع فضلاً (٣٤١).
(٢) يُراجع فضلاً (٤٦).

<<  <   >  >>