للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الرابع

ديار قوم لوط بالسدوم

أخبر الله تعالى أن لوطًا كان ممن آمن بالخليل إبراهيم (١) في قوله تعالى: ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ﴾ [العنكبوت: ٢٦]، وقد بُعث لوط إلى قرى السدوم في حياة الخليل ، وقد جاء ذكره في القرآن:

تارة بقوم لوط نسبة إلى نبيِّهم.

وتارة بالمؤتفكات؛ لأجل ائتفاك وانقلاب أرضهم بهم (٢)، وقيل: المقصود بالمؤتفكات: المكذبات، وهي القرى الخمسة المكذبة بدعوة نبي الله لوط (٣).

وبسط هذا المطلب في المسائل التالية:

المسألة الأولى: موضع ديار قوم لوط .

المسألة الثانية: لمحة عن دعوة نبي الله لوط لقومه.

المسألة الثالثة: هلاك قوم لوط .


(١) لفتة لطيفة من شيخ الإسلام ابن تيمية عن قوم إبراهيم وسبب عدم إهلاكهم مع أنهم لم يؤمنوا به ، يقول : والله تعالى لم يذكر قطّ عن قوم إبراهيم أنهم أهلكوا، كما ذكر ذلك عن غيرهم؛ بل ذكر أنّهم ألقوه في النار، فجعلها الله عليه بردًا وسلامًا، وأرادوا به كيدًا، فجعلهم الله الأسفلين الأخسرين.
وفي هذا ظهور برهانه، وآيته، وأنه أظهره عليهم بالحجة والعلم، وأظهره أيضًا بالقدرة؛ حيث أذلهم ونصره. وهذا من جنس المجاهد الذي هزم عدوه، وتلك من جنس المجاهد الذي قتل عدوه، وإبراهيم بعد هذا لم يقم بينهم؛ بل هاجر وتركهم. وأولئك الرسل لم يزالوا مقيمين بين ظهراني قومهم حتى هلكوا، فلم يوجد في حق قوم إبراهيم سبب الهلاك؛ وهو إقامته فيهم، وانتظار العذاب النازل. النبوات (١/ ٢٠٩).
(٢) يُنظر: تفسير عبد الرزاق (٢/ ١٥٨)، جامع البيان (١١/ ٥٥٥).
(٣) يُنظر: تفسير مقاتل بن سليمان (٢/ ١٨١)، جامع البيان (١٢/ ٥٣٧).

<<  <   >  >>