للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على ضلالهم وطغيانهم، واستمروا على فجورهم وكفرانهم، فأحل الله بهم من البأس الذي لا يرد ما لم يكن في خلدهم وحسبانهم، وجعلهم مثلة في العالمين، وعبرة يتعظ بها الألباء من العالمين (١).

فخلّد الله ذكر لوط مع قومه في القرآن الكريم، فذُكرت قصته في كثير من السور (٢)، وذُكر بآيات مع ذكر الأنبياء، وذُكر قومه في سور أُخر مع مجمل الأمم المكذبة، والغابرة (٣).

[المسألة الثالثة: هلاك قوم لوط ]

دعا لوط قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وحذرهم من فعل الفاحشة التي لم يسبقهم بها أحد من العالمين، فاجتمع شركهم مع سوء طويتهم، وفعلتهم الشنعاء.

ذكر الحافظ ابن كثير بأن لوطًا لم يؤمن به أحد من قومه ولا من أهل بيته إلا ابنتاه (٤)، أما امرأته فقد آثرت البقاء على دين قومها فأصابها ما أصابهم (٥).

فلم يستجيبوا لدعوة نبيهم وكذبوا ولم يؤمنوا به، واستمروا على حالهم في غيهم وضلالهم، وهموا بإخراج رسولهم، كما قال تعالى: ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ *﴾ [النمل]، ولم يزدادوا إلا عتوًّا وتماديًا فيما هم فيه من غيّ وضلال (٦).


(١) يُنظر: صحيح قصص الأنبياء، لابن كثير، تحقيق سليم الهلالي (١٥٩).
(٢) ذكرت قصة لوط وقومه في سورة: الأعراف (٨٠ - ٨٤)، هود (٦٩ - ٨٣)، الحجر (٥١ - ٧٧)، الشعراء (١٦٠ - ١٧٥)، النمل (٥٤ - ٥٨)، العنكبوت (٢٨ - ٣٥)، الصافات (١٣٣ - ١٣٨)، الذاريات (٣١ - ٣٧)، القمر (٣٣ - ٤٠).
(٣) يُنظر: سورة: هود (٨٩)، الحج (٤٣)، سورة ص (١٣).
(٤) يُنظر: صحيح قصص الأنبياء، لابن كثير، تحقيق سليم الهلالي (١٦٣، ١٦٩).
(٥) يُنظر: المرجع السابق (١٦٩)، أسباب هلاك الأمم السالفة (٣٢).
(٦) يُنظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (١٦/ ٢٤٩).

<<  <   >  >>