للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويعتقدون بأنها آلهة التناقض الحرب والحب ويرمزون لها بشعار النجمة الثُمانيّة (١)، وإله الشمس الذي يزعمون أنه القاضي الأعظم الذي أملى قوانين العدالة على الملوك، وإله القمر الذي يزعمون أنه يقيس الزمن، ويعاقب المذنبين من الملوك بقضاء حياتهم في التأوهات والدموع (٢)، وغيرها كثير من التماثيل والأصنام التي كانوا يعبدونها.

حيث كان لكل مدينة عراقية إله يختص لها يُرمز لها (٣)، وأيضًا كان لكل أسرة آلهتها المنزلية التي تقام إليها الصلاة في المناسبات، وتقدّم لها القرابين (٤).

وقد قيل: ليس في الوثنيات القديمة أغنى في الخرافة من البابلية (٥).

٢ يعتقدون قدرتهم على التأثير في مظاهر الطبيعة، وتسخيرها بالسحر، والتي تعتبر من أصول عبادتهم، إذ إن رجل الدين الأول: هو الساحر، والثاني: المنجم والعرّاف (٦).

ويقول كثير من المؤرخين أن البابليين هم الذين أسسوا وأنشأوا علم الفلك والتأثير التنجيم (٧)، فكانوا لا يجرؤن على البتّ في أمر من الأمور، أو الإقدام على مشروع، إلا إذا استعان بكاهن أو عرّاف؛ ليقرأ طالعه بطريقة من طرق الشعوذة السحرية الخفية (٨).

فاهتموا بتدوين الملاحظات على الأجرام السماوية اعتقادًا منهم أن لها تأثيرًا على طبائع البشر، والتكهن بمصائرهم (٩).


(١) يُنظر: الحضارة البابلية (٦٣).
(٢) يُنظر: معالم حضارات الشرق الأدنى القديم (٢١٧).
(٣) يُنظر: العراق في موكب الحضارة، لسامي الأحمد (١/ ١٤٤).
(٤) يُنظر: قصة الحضارة، لول وايريل ديورانت (٢١٤)، العبادات في الأديان السماوية، لعبد الرزاق الموحي (٢٧).
(٥) يُنظر: قصة الحضارة (٢٢٧).
(٦) يُنظر: بلاد ما بين النهرين، لديلا بورت (١٥١ - ١٥٤).
(٧) يُنظر: معالم حضارات الشرق الأدنى القديم (٢٥٠).
(٨) يُنظر: قصة الحضارة (٢٢٧).
(٩) يُنظر: معالم حضارات الشرق الأدنى القديم (٢٥٠).
ومما يجدر الإشارة إليه والتنبيه إلى ما انتشر في زماننا من التهاون في مسألة الأبراج وقراءاتها، يقول الشيخ العلامة صالح آل الشيح حفظه الله محذرًا: وإذا قرأ هذه الصفحة وهو يعلم برجه الذي ولد فيه، أو يعلم البرج الذي يناسبه، وقرأ ما فيه، فكأنه سأل كاهنًا، فلا تقبل له صلاة أربعين يومًا، فإن صدق بما في تلك البروج فقد كفر بما أنزل على محمد ، وهذا يدلك على غربة التوحيد بين أهله. التمهيد لشرح كتاب التوحيد (١/ ٤٩٠).

<<  <   >  >>