للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأيضًا جاء عن بعض المفسرين أن بابل هي الأرض التي خسف الله بها النمرود (١)، وسميت بابل؛ لتبلبل الألسنة بها عند سقوط صرح النمرود؛ أي: تفرقها مِنَ الفزع (٢).

فدلّ ما سبق على أن بابل كانت أرض: السحر، والخسف.

أبرز المعتقدات الوثنية، والخرافات الجاهلية التي كانت سائدة عند البابلية، ما يلي:

١ يعتقدون ارتباط الظواهر الطبيعية بالقوى الإلهية (٣)، مما أدى إلى ظهور جملة من الطقوس الدينية الخرافية التي سيطرت عليهم، من تعدد الآلهة التي تجاوزت الألفي إله (٤).

فتعلقوا بعبادة الأجرام السماوية، وخاصة الشمس، والقمر والكواكب، ومظاهر الطبيعة؛ كالماء والهواء والنور والظلام وغيرها، ولكل إله اسم معيّن، ومهام ووظائف يقوم بها بزعمهم (٥).

مثل: مردوك ويقال: مردوخ وهو الإله الأعظم لبابل، الذي يزعمون أنه يحيي الموتى (٦)، و عشتار التي يقولون بأنها أم مردوك،


(١) يُنظر: جامع البيان (٤/ ٥٦٨)، تفسير القرآن العظيم، لابن أبي حاتم (٧/ ٢٢٥٣)، فتوح البلدان، لأحمد البَلَاذُري (٢٦٩)
والنمرود هو: نمرود بن كنهان بن كوش بن سام بن نوح، ملك بابل، استمر في ملكه (٤٠٠) سنة، طغى وبغى، وتجبر وعتا، وآثر الحياة الدنيا، ولما دعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له، حمله الجهل والضلال وطول الآمال على إنكار الرب وادعى لنفسه الربوبية، فحاجه إبراهيم الخليل فبهت وعاند واستكبر. يُنظر: تاريخ الأمم والملوك، لابن جرير الطبري (١/ ١٢٧ - ١٤٤).
(٢) يُنظر: تفسير القرآن العظيم، لابن أبي حاتم (٧/ ٢٢٥٣)، معالم التنزيل، للبغوي (١/ ١٤٨)، الهداية إلى بلوغ النهاية، لأبي محمد القيسي (٦/ ٣٩٧٧).
(٣) يُنظر: عشتار ومأساة تموز، لفاضل عبد الواحد (٢٠).
(٤) يُنظر: التفسير الديني في المعتقدات العراقية والمصرية القديمة، لصالح القريشي (١١).
(٥) يُنظر: تاريخ العلاقات العراقية المصرية، لداود سلمان (٢٦)، نقلاً من التفسير الديني في المعتقدات العراقية والمصرية القديمة، لصالح القريشي (١٣)، ومعالم حضارات الشرق الأدنى القديم (٢١٦ - ٢١٧).
(٦) يُنظر: بلاد ما بين النهرين، لديلا بورت (١٤٣ - ١٤٤).

<<  <   >  >>