للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قال الله تعالى في هلاك الأمم السابقة واستحقاقهم للعذاب: ﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ *وَثَمُودُ وقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُولَئِكَ الأَحْزَابُ *إِنْ كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ *﴾ [ص].

وقال تعالى: ﴿أَلَمْ يأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ *﴾ [التوبة].

ومن الأمم من تستجيب لدعوة نبيّها فتنجو من العذاب كما قال الله تعالى في قوم يونس : ﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ *﴾ [يونس].

ومن الأمم من تكذّب دعوة نبيّها فتكون عاقبتها الاستئصال والهلاك.

وأول الأمم التي أهلكها الله تعالى قوم نوح ، ثم عاد قوم هود ، ثم ثمود قوم صالح ، ثم قوم لوط ، ثم أصحاب مدين قوم شعيب ، وهكذا من بعدهم (١)، فهؤلاء بعض الأمم المعذبة بالاستئصال (٢)، المتتابعة على الهلاك، الذين عتوا عن أمر ربهم، وكذبوا رسلهم (٣).

فعجّل الله لهم العذاب في الدنيا، وما يدّخر لهم في الآخرة أشد وأعظم مما أصابهم قبل مماتهم (٤) نسأل الله السلامة والعافية.


(١) يُنظر: تاريخ الأمم والملوك، لابن جرير الطبري (١/ ١١٢ - ١٩٧)، البداية والنهاية، لابن كثير (١/ ١١٢ - ٢٠٤)، صحيح قصص الأنبياء، لابن كثير، تحقيق سليم الهلالي (٤٧ - ١٧٣).
(٢) قال صاحب رسالة أسباب هلاك الأمم السالفة كما وردت في القران الكريم: بعد استقراء الآيات الواردة في قصص السابقين، تبيَّن أن الذين عاقبهم الله بعذاب الاستئصال أربع عشرة أمة، وهي نتيجة توصل لها في نهاية الرسالة. يُنظر: أسباب هلاك الأمم السالفة، لسعيد بن محمد بابا سيلا (٤٥٧). حصر الباحث عدد الأمم الهالكة الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم، وإلا فالأمم الهالكة أكثر من (١٤)، كما جاء ذكرهم في السُّنّة وكتب السيرة.
(٣) يُنظر: تيسير الكريم الرحمن (٥٥٢).
(٤) يُنظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٧/ ٩٥) وأيضًا (٨/ ١٥٥).

<<  <   >  >>