للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بفترتين من التحوّل: بالنصرانية، ثم لنور الإسلام (١)، الذي انتشل الناس من أوحال الوثنية والشرك، وقطع الصلة بينه وبين الجاهلية، التي تعمّ أرجاء بلاد مصر آنذاك.

ولم يُذكر في كتب التاريخ فيما أعلم أن الآثار الفرعونية كانت موجودة عندما فتح المسلمون مصر، أو أنهم رأوها.

كما أشار أحد المؤرخين إلى عدم وجود بعض الآثار آنذاك بقوله: كان أكثرها مغمورًا بالرمال ولا سيما أبا الهول (٢).

ومما يؤكد ذلك أنّ أبا الهول في القرن التاسع الهجري لم يظهر منه إلا الرأس والعنق فقط كما أشار إلى ذلك مؤرخ الديار المصرية أبو العباس المقريزي (٣).

حتى بدأت رحلات الغرب الاستكشافية للتنقيب عن الآثار، وإحياء التاريخ القديم على أيدي الفرنسيين في القرن التاسع عشر الميلادي (٤).

فكان الإسهام الكبير في إحياء آثار الفراعنة على يد المستشرقين الذين كان همهم الأكبر هو إحياء القومية الوثنية والجاهلية في بلاد المسلمين؛ لتحقيق مطامعهم (٥).

فأول وأشهر بعثات الآثار في ديار المسلمين هي تلك الحملة الصليبية التي قادها نابليون (٦) على بلاد مصر المسلمة عام (١٧٩٨ م)، تجاوز عدد أعضاء الحملة المائة من أهل الاختصاص، وتنوعت تخصصاتهم ما بين علماء الطب، والهندسة، ومنقبي الآثار، وعلماء التاريخ والجغرافيا، وخبراء علم


(١) يُنظر: موسوعة تاريخ مصر عبر العصور (١٩).
(٢) شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز، للزركلي (٤/ ١١٨٨).
(٣) يُنظر: المواعظ والاعتبار، للمقريزي (١/ ١٢٩).
(٤) يُنظر: موسوعة تاريخ مصر عبر العصور (١٩).
(٥) علم الآثار وبيان المنهج الإسلامي، لعمر بن محمد العمر (١٠١٩) بتصرف.
(٦) نابليون بونابرت، كان قائد عسكريًّا فرنسيًّا، ثم توّج نفسه إمبراطورًا على فرنسا، أبحر إلى مصر عام (١٧٩٨ م) على رأس جيش مؤلف من (٣٨٠٠٠) جندي، وعرفت باسم الحملة الفرنسية على مصر، مات سنة (١٨٢١ م). يُنظر: الموسوعة العربية العالمية (٢٥/ ٩).

<<  <   >  >>