للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال : «مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟» … ثم قال: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» (١).

فالاعتزاز بالوثنيات السابق ذكرها أو حتى بالقبيلة أو بالقومية أو بالعروبة أو بالإنسانية كلها تعتبر اعتزاز وانتماء بأمور الجاهلية (٢).

فالجاهلية وأهلها مذمومون بل كل ما نسب إلى الجاهلية فهو مذموم: كحمية الجاهلية، وظن الجاهلية، وتبرج الجاهلية، وعزاء الجاهلية، ودعوى الجاهلية، وحكم الجاهلية.

فلا يجوز للمسلمين أن يتركوا الاعتزاز بالإسلام، ويفخروا بالجاهلية وأهلها، ولا يليق بهم ذلك؛ لأن هذا إحياء للجاهلية التي أذهبها الله بالإسلام وأبدل المسلمين بخير منها (٣).

وأختم هذا المطلب بمقولة الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : نحن أمة أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العز بغيره أذلنا الله (٤).

* * *


(١) جزء من حديث أخرجه: البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، باب قوله: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ (٦/ ١٥٤/ ح ٤٩٠٥)، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب نصر الأْخ ظالمًا أو مظلومًا (٨/ ١٩/ ح ٢٥٨٤).
(٢) لمعرفة المزيد حول الانتماء للشعارات الجاهلية يُنظر: نقد القومية العربية، للعلامة عبد العزيز بن باز ، رسالة قصيرة مكونة من (٦٤) صفحة، أورد الشيخ فيها أوجه بطلان الدعوة إلى القومية العربية والانتماء لها، والرد على شبهات من اغتر بها.
(٣) يُنظر: حكم إحياء الآثار، لصالح الفوزان (٥/ ٤٠).
(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، كتاب الإْيمان، قصة خروج عمر إلى الشام وقوله: إنا قوم أعزنا الله بالإسلام (١/ ٦٢/ ح ٢٠٨) بنحوه، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب البعوث والسرايا، في توجه عمر إلى الشام (١٨/ ٣٢٠/ ح ٣٤٥٣٩)، وأيضًا في كتاب الزهد، كلام عمر بن الخطاب (١٩/ ١٣٨/ ح ٣٥٥٨٥)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٤٧).

<<  <   >  >>