للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للشك، فمن أنكر ذلك فقد نابذ الأدلة القطعية، واتبع غير سبيل المؤمنين.

فالأدلة الآمرة بوجوب طاعة النبي واتباع سُنَّته ولزومها تؤكد على مصدريتها وأنها حجة بنفسها، وتدل أيضًا بوجه من الوجوه على إحياء هذه الآثار الحديثية بمعنى الاهتمام بها تعلمًا، وتعليمًا، وعملاً، ودعوة.

وقد تعددت الأدلة على حجية الآثار النبوية الحديثية المروية، ووجوب إحيائها وتنوعت صورها واختلفت أساليبها، فمن ذلك ما يلي: (١)

١ الأمر بطاعة الرسول (٢):

قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: ٥٩].

وقال : ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ *﴾ [آل عمران: ٣٢].

يقول إمام المفسرين أبو جعفر الطبري : هذا أمرٌ من الله بطاعة رسوله في حياته فيما أمرَ ونهى، وبعد وفاته باتباع سُنَّته، وذلك أن الله عمّ بالأمر بطاعته، ولم يخصص بذلك في حال دون حال، فهو على العموم حتى يخصّ ذلك ما يجبُ التسليم له (٣).

وقال : ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: ٨٠]، هذا أمر من الله بطاعة الرسول ؛ لأن طاعة الرسول طاعة الله (٤)، فمن أطاع الرسول كان من أوليائه المتقين، وكانت له سعادة الدنيا والآخرة، ومن عصاه كان من أهل الشقاء والعذاب (٥).


(١) يُنظر: الرسالة (١/ ٧٣ - ١٠٥)، شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة، للالكائي (١/ ٥٥ - ٧٥)، مسائل الإمام أحمد، رواية ابنه عبد الله (٤٥٠ - ٤٥٥)، شرح السُّنَّة، للبغوي (١/ ١٨٩ - ٢٠٩)، مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (١٩/ ٤٦ - ٥٨)، وإعلام الموقعين (٤/ ٨٤ - ١٣٣).
(٢) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد أُمر بطاعة الرسول في نحو أربعين موضعًا. مجموع الفتاوى (١٩/ ٤٦).
(٣) جامع البيان، لأبي جعفر الطبري (٧/ ١٧٥).
(٤) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين الشنقيطي (٧/ ٥١٥).
(٥) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٣٥/ ٢١٢).

<<  <   >  >>