للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهُشيم ربَّما وِهم في الإسنادِ وهو في المقطَّعات أحفظُ" (١).

قال الشيخ أبو العبّاس رضي الله عنه: وقد رُوي هذا الحديثُ عن أبي هريرة مِن غيرِ هذا الوجهِ، ورُوِي عن جابر وعبد الله بن عمر، وغيرِهما (٢).


(١) العلل الكبير (١/ ١٣٥).
وقد انتقد ابن عبد البر على البخاري تصحيحه لهذا الحديث، وضعّفه بعضهم وذكر له أربع علل:
١ - الجهالة في سعيد بن سلمة والمغيرة بن أبي بردة.
٢ - الاختلاف في اسم سعيد بن سلمة.
٣ - الإرسال.
٤ - الاضطراب.
وردّ الأئمة هذه العلل، وبيّنوا وجه صواب قول البخاري، وصحح الحديث كثير من أهل العلم كالترمذي، وابن حبان، وابن خزيمة، وابن السكن، والبيهقي، والطحاوي، وابن منده، وابن المنذر، والخطابي، والنووي، وابن دقيق العيد، وابن الملقن، والزيلعي، وابن حجر، في قوم يطول ذكرهم.
انظر: المجموع للنووي (١/ ٨٢)، البدر المنير (٢/ ٢ - ١٩)، نصب الراية (١/ ٩٥ - ٩٩)، التلخيص الحبير (١/ ٢١)، نيل الأوطار (١/ ٢٤ - ٢٧)، إرواء الغليل (١/ ٤٢)، سلسلة الأحاديث الصحيحة (رقم: ٤٨٠).
(٢) حديث أبي هريرة روي من غير وجه كما قال المصنف، منها:
١ - ما أخرجه الدارقطني في السنن (١/ ٣٧)، والحاكم في المستدرك (١/ ١٤٢) من طريق عبد الله بن محمَّد بن ربيعة القدامي، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة به.
وسنده واه، القدامي متروك، وتقدّم.
٢ - ما أخرجه الدارقطني في السنن (١/ ٣٦)، والحاكم في المستدرك (١/ ١٤٢) من طريق محمَّد بن غزوان، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وهذا واه أيضًا، محمَّد بن غزوان الدمشقي قال عنه أبو زرعة: "منكر الحديث".
وقال ابن حبان: "شيخٌ من أهل الشام، يقلب الأخبار ويُسند الموقوف، لا يحل الاحتجاج به".
وقال أيضا: "حديث أبي هريرة صحيح، ولكن ليس من حديث أبي سلمة، ولا يحيى بن أبي =

<<  <  ج: ص:  >  >>