للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على ترك التسمية في ابتداء الفاتحة، وأنها ليست منها (١)، ونقله القرطبي (٢) في شرحه عن الجمهور، وتأوله الشافعي والأكثرون القائلون بأنها من الفاتحة، كما نقله عنهم النووي في شرح مسلم (٣) على أنّ المراد يستفتح القراءة بسورة الحمد كما تقدم، لا بسورة أخرى، وقد قامت أدلة على أن البسملة منها، وقد صنف في ذلك وفي الجهر بها (٤) أبو شامة المقدسي -قدس الله روحه- مجلدة


(١) قال الشافعي في الأم (١/ ٩٤): "إن أغفل أن يقرأ: "بسم الله الرحمن الرحيم"، وقرأ من: "الحمد لله رب العالمين" حتى يختم السورة، كان عليه أن يعود فيقرأ: "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين"، حتى يأتي على السورة". قال الشافعي: ولا يجزئه أن يقرأ: "بسم الله الرحمن الرحيم"، بعد قراءة: "الحمد لله رب العالمين"، ولا بين ظهرانيها حتى يعود فيقرأ: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ثم يبتدىء أم القرآن فيكون قد وضع كل حرف منها في موضعه. وكذلك لو أغفل فقرأ: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ثم قال: "مالك يوم الدين" حتى يأتي على آخر السورة عاد، فقال: "الحمد لله رب العالمين" حتى يأتي على آخر السورة، وكذلك لو أغفل "الحمد" فقط، فقال: "لله رب العالمين". عاد فقرأ: "الحمد" وما بعدها لا يجزئه غيره، حتى يأتي بها كما أنزلت، ولو أجزت
له أن يقدم منها شيئًا عن موضعه أو يؤخره ناسيًا أجزت له إذا نسي أن يقرأ آخر آية منها، ثم التي تليها قبلها ثم التي تليها حتى تجعل "بسم الله الرحمن الرحيم" آخرها، ولكن لا يجزئ عنه حتى يأتي بكمالها كما أنزلت". وما ذكر حكم يخالف الجهر. اهـ.
(٢) المفهم (٢/ ٧٧٨).
(٣) (٤/ ١١١).
(٤) أما مسألة الجهر بـ"بسم الله الرحمن الرحيم" قبل قراءة الفاتحة، قال ابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>