للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الموالاة أو المحبة. يقول هذا القرين: {أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢)}.

قال المؤلف: [تبكيتًا] يعني يبكته ويلومه ويوبخه كيف تصدق بذلك؟

وقيل: بل يقول هذا نفيًا، وإنكارًا والآية تحتمل هذا وهذا، تحتمل أن هذا الفريق إذا عرض عليه المؤمن أن يؤمن بالبعث قال له هذا الكلام استبعادًا وإنكارًا له. ويحتمل أنه يبكته ويلومه ويوبخه على أن يصدق، يقول: {أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢)}. {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣)} مرَّ علينا أن مثل هذا الاستفهام المقرون بإن أو غيرها من أدوات التوكيد أنه استفهام يؤكد فيه المستفهم الإنكار، يقول: كيف تثبت وتصدق وتؤكد كذا وكذا مع أنه ليس بصحيح؟ ومنه قول أخوة يوسف: {أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي} [يوسف: ٩٠] هذا {يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢)} يعني كيف تصدق تصديقًا مؤكدًا بأن واللام في هذا الأمر البعيد المنكر؟ وقوله: [بالبعث] إنما قيّد المؤلف ذلك بالبعث لقوله: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا} فيكون الذي خصص التصديق بالبعث قرينة السياق.

{أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣)} قال المؤلف -رحمه الله-: [في الهمزتين في الثلاثة مواضع ما تقدم] أي أربع قراءات:

١ - تحقيق الهمزتين.

٢ - تسهيل الثانية.

٣ - إدخال ألف في التحقيق.

٤ - إدخال ألف في التسهيل.

<<  <   >  >>