للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفاد المؤلف -رحمه الله- أن الترك هنا بمعنى الإبقاء، وأن مفعوله محذوف تقديره ثناءً حسنًا، وهذا أحد القولين في المسألة.

والقول الثاني: إن المفعول لتركنا هو قوله: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} يعني أن الله ترك عليه في الآخرين السلام، أي أن يسلم من الثناء القبيح، ورجح هذا ابن القيم -رحمه الله- في كتابه: "جلاء الأفهام" وقال: إن مفعول تركنا هو الجملة في قوله: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} ولهذا يثنى عليه إلى يوم القيامة، ويقال: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد". كما يقرأ في القرآن الكريم صفاته التي يثنى بها عليه.

وقوله: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} السلام يعني السلامة من النقائص والعيوب التي تعتري البشر، ومن الثناء القبيح الواقع عليه من غيرهم، ولهذا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- كان الناس كلهم يفخرون بالانتساب إليه حتى اليهود قالوا نحن على ملة إبراهيم، والنصارى قالوا نحن على ملة إبراهيم.

قال الله تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٦٧)} [آل عمران: ٦٧].

{كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} تقدم الكلام عليها.

{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} الجملة هذه استئنافية يقصد بها الثناء على إبراهيم بغاية ما يثنى به وهو الإيمان والعبودية. فالعبودية في قوله: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا}، والعبودية هنا العبودية

<<  <   >  >>