للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلبوا فطرتهم التي خلقهم الله تعالى عليها قلبت منازلهم فجعل عاليها سافلها.

وقال بعض أهل العلم: إن جبريل -عليه الصلاة والسلام- حمل قراهم وهي سبع قرى حتى بلغ بها جو السماء ثم قلبها ثم أرسلت عليهم الحجارة (١). ولكن في هذا نظر؛ لأن إرسال الحجارة عليهم بعد أن يقلبوا من السماء لا فائدة منه، إذ سيهلكون بدون هذه الحجارة، فالظاهر ما ذهب إليه بعض العلماء من أن هذه الحجارة ضربت بيوتهم حتى هدمتها فصار أعلاها أسفلها. وقولهم. إن القرى سبع. ظاهر القرآن أنها قرية واحدة قال الله تعالى عن الملائكة الذين أرسلوا {إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ} , [العنكبوت: ٣١] وفي قوله: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٣٦)} دليل على أن التدمير كان بعد أن نُجِّىَ لوط عليه الصلاة والسلام، وهو كذلك، فإن لوطًا لما فارق هذه القرى وأهله نزل بهم العذاب، {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧)} قال المؤلف -رحمه الله-: [على آثارهم ومنازلهم في أسفاركم] {وَإِنَّكُمْ} الخطاب في هذه الآية الكريمة قال المؤلف إنه لأهل مكة، ويمكن أن يقال: إنه عام لكل من يمر بقراهم إلى يوم القيامة؛ لأن هذا القرآن للأمة إلى يوم القيامة {لَتَمُرُّونَ} أكد المرور بمؤكدين: (إن) و (اللام).

فإن قال قائل: لماذا أكده بمؤكدين مع أنهم لا ينكرون أنهم يمرون؟

قيل: الجواب على ذلك: أن استمرارهم في تكذيب


(١) انظر تفسير ابن كثير -رحمه الله- الآية (٨٢) من سورة هود.

<<  <   >  >>