للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦)}.

قال المؤلف: [برفع الثلاثة على إضمار هو، ونصبها على البدل من أحسن].

الثلاثة: الله، ربكم، ورب آبائكم.

يقول فيها قراءتان: الأولى: الرفع، على أنها خبر مبتدأ محذوف يعني هو رب، وتكون هذه الجملة منقطعة عما قبلها، استئنافية لبيان من هو أحسن الخالقين.

والقراءة الثانية بالنصب {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦)} على أنها بدل من أحسن. أي وتذرون {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦)}.

ومعنى الآية: فـ {اللَّهَ} بمعنى المألوه، وأصلها الإله، لكنها حذفت الهمزة للتخفيف لكثرة الاستعمال، {رَبَّكُمْ} أي: خالقكم ومالككم، والمدبر لأموركم، لأن الرب كما تقدم هو الخالق، المالك، المدبر، {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦) يعني السابقين وهم: الأجداد، وإنما قال: {وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦)} إشارة إلى:

أولًا: أن الله -عَزَّ وَجَلَّ- هو الذي بيده خلق الحياة والموت، فإن هؤلاء الآباء الأولين قد أماتهم الله، فيذكر هؤلاء بأنهم سوف يموتون كما مات آباؤهم الأولون، ومن المعلوم أن الإنسان إذا كان له قلب وذكر بالموت وأنه سوف ينتقل من هذه الحياة التي هي حياة العمل إلى حياة أخرى وهي حياة الجزاء فلابد أن يلين قلبه، وأن يعمل للدار المستقبلة التي لابد أن يصير إليها،

<<  <   >  >>