للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من دليل عمن قوله حجة وهو الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وما عدا ذلك في مثل هذه الأمور فإنها لا تقبل.

{وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥)} قال المؤلف -رحمه الله-: [عليل كالفرخ الممعط]، قوله: عليل تفسير للسقيم، والسقم بمعنى: المرض والعلة، وأما كونه كالفرخ الممعط، يعني: المنتوف شعره، فهذا ليس في الآية ما يدل عليه، لكن لا شك أن المريض يكون ضعيف البدن وليس عنده قدرة على مقاومة الشمس والهواء، وقوله: {وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥)} يدل بظاهره على أن يونس بقي في بطن الحوت مدة أدت إلى سقمه.

{وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ} ولم يقل: (أنبتنا له)؛ لأنه بحاجة إلى ظل، فأنبت الله عليه ظلاًّ، {شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦)(من) لبيان الجنس، كما يقال: خاتم من حديد، واليقطين هو: القرع، والقرع أنواع منها قرع يسمى عندنا (قرع نجد) هذا له شجر، وأشجاره لينة كالإِبْرَيْسَم ويقال: إنه لا يقع عليه الذباب.

النوع الثاني: من القرع فهو قرع ورقه خشن، حتى إن الإنسان إذا لمسه بيده يحس بالخشونة، والظاهر أن الذي أنبت الله عليه من النوع الأول اللين الذي يكون كالإبريسم، وهو أيضًا بارد الظل، فأنبت الله عليه هذه الشجرة، وأما قول المؤلف: [تظله بساقِ على خلاف العادة] فهذا يحتاج إلى دليل، لكن لا شك أن الله أَنبت عليه شجرة تظله، ولابد أن يكون لها نوع من الارتفاع، قال -رحمه الله-: [وكانت تأتيه وعلة صباحًا ومساء يشرب من لبنها حتى قوي]. الوعلة: الأنثى من الظباء يعني أنثى الأوعال،

<<  <   >  >>