للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَلَقَدِ} هذا الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات:

اللام، وقد، وهما ظاهران، والقسم المقدر، والتقدير: والله لقد علمت الجنة إنهم لمحضرون، والتأكيد هنا لا شك أنه في غاية ما يكون من البلاغة، يعني أن هؤلاء الجن الذين جعلوا بينهم وبين الله نسبًا تعلم في حكم الله ما لا يعلمه هؤلاء، فإنهم يعلمون أن هؤلاء الذين كذبوا على الله -عز وجل- سوف يحضرون يوم القيامة، ويبعثون ويعذبون بما يقتضيه جرمهم {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ} [أي قائلي ذلك {لَمُحْضَرُونَ (١٥٨)} للنار يعذبون فيها].

{سُبْحَانَ اللَّهِ} اسم مصدر سبح، ومعنى قولنا: اسم مصدر سبح، يعني أنه اسم مصدر فعله سبح، والمصدر من سبح تسبيحًا، لكن سبحان بمعنى تسبيح فهي اسم مصدر؛ لأن كل كلمة تضمنت معنى المصدر دون حروفه فهي اسم مصدر، وأمثلته كثيرة منها: كلام بمعنى تكليم، وسلام بمعنى تسليم.

وسبحان الله يقول المؤلف -رحمه الله-[تنزيهًا له]. والذي ينزه الله عنه:

الأول: النقص فيما أثبت لنفسه من الكمال.

الثاني: مماثلة المخلوقين.

قال الله تعالى عن الأول: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [ق: ٣٨] وهذا يدل على كمال القدرة والقوة، {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨)} [ق: ٣٨] نفي لنقص القوة، يعني مع عظم هذه المخلوقات العظيمة وقصر المدة في خلقها لم يمس

<<  <   >  >>