للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيطان، هذا ما ذهب إليه المؤلف -رحمه الله- ولكن هذا القول ضعيف جدًا، لأن الجنة اسم للجن لا للملائكة، قال الله تعالى: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥)} [الناس: ٥ - ٦] يعني الجن، وقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ} [المؤمنون: ٧٠] أي جن أصابه بمس، ولا يمكن أن يعبر بالجن الذين خلقوا من نار عن الملائكة الذين خلقوا من نور، وهم من أشرف خلق الله عز وجل، قال الله تعالى: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (٢٨)} [الأنبياء: ٢٦ - ٢٨] فالمراد بالجنة هنا الجن الذين هم: خلق غيبي خلقوا من نار، ولكن كيف جعلوا نسبًا؟ المراد بالنسب مجرد الصلة وليس النسب الذي هو القرابة، بل النسب الذي هو الصلة، وذلك أن المشركين لما قالوا: إن الملائكة بنات الله. قيل لهم: لا بنات إلا بزوجة، قالوا: نعم إن الله -جل وعلا وسبحانه عما يصفون- تزوج من الجن جنية فولدت الملائكة -قاتلهم الله- هذا هو النسب الذي جعلوا بين الله وبين الجنة، فالمراد أن النسب هنا مطلق الصلة، لا صلة القرابة فقط، هذا هو المعنى الذي يدل عليه استعمال الجنة في كلام الله، وأن المراد بالجنة الجن، يقول المؤلف -رحمه الله- موجهًا ما ذهب إليه من أن المراد بالجنة الملائكة قال: [لاجتنانهم عن الإبصار] وهذا لا يبرر أن نسمي الملائكة جنًّا.

يقول: [نسبًا بقولهم: إنها بنات الله] فجعل النسب هنا بمعنى القرابة، ولكن هذا القول ليس بصحيح.

<<  <   >  >>