للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يذبح ابنه بيده؟ ! ولهذا قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ} وفسر المؤلف المبين هنا بالبين، ولكن يحتمل أن يكون المراد به المبين: المظهر يعني الذي أظهر حقيقة إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، وأنه يقدم محبة الله على ما يحب، قال أهل العلم: ولهذا جعله الله تعالى خليلًا له، والخلة هي أعلى أنواع المحبة، حيث قدم -عليه الصلاة والسلام- ما يحبه الله على ما تحبه نفسه.

{وَفَدَيْنَاهُ} قال المؤلف -رحمه الله-[أي: المأمور بذبحه وهو إسماعيل أو إسحاق قولان (بذبح) بكبش عظيم من الجنة، وهو الذي قربه هابيل جاء به جبريل -عليه السلام- فذبحه السيد إبراهيم مكبرًا]. تسمية إبراهيم -عليه السلام- بالسيد فيه نظر، ولا شك أن إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- سيد من سادات الخلق، لكن كونه يعبر عنه بهذا الوصف عند ذكره وندع وصفه بالرسالة أو بالعبودية وما أشبه ذلك فيه نظر.

{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}، أي فدينا الذبيح، والذبيح الذي أمر بذبحه، أي جعل الله له فداء، فنقل الأمر من ذبح هذا الولد إلى ذبح الكبش؛ لأن الشيء الذي يقع فداء للشيء يكون بدلًا عنه ونائبًا منابه. فانتقل الأمر من ذبح هذا المولود إلى ذبح الكبش فصار فداءً له، وقول المؤلف: [بكبش عظيم] الكبش: هو الكبير من الضأن، أي: الكبير الجسم، وزيد في ذلك قوله (عظيم) يعني أنه من عظيم الكباش، ويقول المؤلف: [إنه الذي قرَّبه هابيل]، وهابيل هو أخو قابيل وكان هابيل قد قرب قربانًا فتُقبَّل منه، وقرب

<<  <   >  >>