قابيل قربانًا فلم يتقبل منه، فحسده قابيل وقال له لأقتلنك، فقال له هابيل: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٢٧)} [المائدة: ٢٧]، يعني فلو اتقيت الله لقبل منك، والقصة معروفة في ابني آدم عليه الصلاة والسلام، ولكن ما قاله المؤلف -رحمه الله تعالى- دعوى تحتاج إلى دليل، وليس هناك دليل من الكتاب والسنة، بل إن الدليل على خلافه، لأن القربان الذي تقرب به هابيل لا يتعين أن يكون كبشًا، ثم على فرض أنه كبش فإنه قد ذُبح وأُكل ولن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم. لكن هذا مما يأخذه بعض المفسرين -رحمهم الله- عن الإسرائيليات، ولا يجوز أن يؤخذ عن الإسرائيليات مثل هذا الكلام؛ لأن هذا كلام يقطع بكذبه، وأخبار بني إسرائيل إذا كان يقطع بكذبها لا يجوز نقلها، إِلَّا على سبيل التكذيب لها.
وقول المؤلف -رحمه الله-: [إن الكبش من الجنة] ليس هناك دليل على أنه من الجنة. ولا على أن في الجنة كباشًا، فالصواب أنه ذبح من بهيمة الأنعام الموجودة في وقته أمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يذبحه، وظاهر الآية الكريمة أنه ذبحه فداء عن إسماعيل، ويجوز أيضًا أن يكون مع الفداء شكرًا لله -سبحانه وتعالى- على نعمته بزوال هذا البلاء المبين.
وأما قول المؤلف رحمه الله:[وهو إسماعيل أو إسحاق قولان] فالأمر كما ذكر اختلف العلماء -رحمهم الله- من هو الذي أُمر بذبحه هل هو إسماعيل أو إسحاق؟ والصحيح أنه إسماعيل بل إنه هو المتعين لعدة أوجه: