للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - ومن فوائد الآية: إثبات القياس لقوله: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٠)} يعني مثل هذا الجزاء نجزي كل محسن.

٣ - ومن فوائدها: أن الله -سبحانه وتعالى- يرتب الجزاء والعقوبة والثناء والقدح على الأوصاف لا على الأشخاص؛ لأنَّه هنا علّق الجزاء على الإحسان، ولهذا لم يأتِ شيء من أحكام الله سبحانه وتعالى مقيدًا بشخص لشخصه أبدًا حتَّى خصائص الرسل ليست من باب خصائص الأشخاص، لكن من باب خصائص الأوصاف؛ لأنَّ فيهم وصفًا زائدًا على غيرهم، وهو وصف النبوة والرسالة فخصوا ببعض الأحكام المناسبة لمقامهم، أما أن يخص شخص بعينه لأنَّه فلان ابن فلان مثلًا فهذا لا يوجد في الشريعة؛ لأنَّ الله -سبحانه وتعالى- يرتب الأحكام ويعلقها على الأوصاف لا على الأشخاص.

* ومن فوائد قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (٨١)} الإشارة إلى كمال هذين الوصفين وهما العبودية والإيمان، وأنهما أشوف وصف يتصف به الإنسان أن يكون عبدًا لله مؤمنًا به؛ لأنَّ الله تعالى قال: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (٨١)} يعني نوحًا، ونوح -عليه الصَّلاة والسلام- من أولي العزم من الرسل، فإذا كان من مناقبه وفضائله أن يكون من عباد الله المؤمنين دَلَّ ذلك على فضيلة العبودية والإيمان.

* ومن فوائد قوله: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٨٢)}:

١ - بيان حكمة الله -سبحانه وتعالى- حيث أغرق هؤلاء المكذبين لرسوله -عليه الصَّلاة والسلام-، بل المكذبين لرسله؛

<<  <   >  >>