للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-سبحانه وتعالى- عن كل توكيد جريًا على عادة العرب في توكيدهم الأمور الهامة، أو الأمور التي يكون المخاطب فيها شاكًّا، أو يكون المخاطب فيها منكرًا، فهم يؤكدون الخبر لأسباب منها هذه الأسباب الثلاثة: أن يكون المخبر به أمرًا هامًّا، أو أن يكون المخبر شاكًّا في الخبر، أو أن يكون منكرًا له، فيؤكدونه زيادة في طمأنينة المخاطب، وإلا فإن مجرد خبر الله تعالى في الشيء يغني عن كل توكيد، وقوله: {إِلْيَاسَ} قال المؤلف -رحمه الله-: [بالهمز أوله وتركه] يعني أن فيه قراءتين إلياس بهمزة قطع، وترك الهمزة {لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} الذي يظهر أنه من أنبياء بني إسرائيل، قال المؤلف: -رحمه الله-[قيل: هو ابن أخي هارون أخي موسى، وقيل: غيره، أرسل إلى قوم ببعلبك ونواحيها] ليس هناك دليل على أنه ابن أخي هارون أخي موسى لا من القرآن ولا من السنة، وذكر قصته بعد قصتهما لا يفيد ذلك فالله تعالى يذكر قصة هود بعد نوح ومع ذلك بينهما زمن طويل، ونحن لا يهمنا صلة هذا النبي بالنبي الآخر من حيث النسب، لكن الذي يهمنا صلة دعوتهما ببعض، كما قال تعالى في قصة إبراهيم: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (٨٣)} [الصافات: ٨٣] فإن الأنبياء دعواهم واحدة، كلهم يدعون إلى توحيد الله، أما النسب فليس بهام.

فإلياس رسول أرسله الله تعالى إلى بعلبك -كما هو كلام المؤلف-

{إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ} قال المؤلف -رحمه الله-[إذ منصوب

<<  <   >  >>