للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يناسب المعمول أولى من القول بأن المعمول هو الذي فيه التجوز.

هنا {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ} نقول: الفعل يتضمن معنى الإصغاء. يعني لا يصغون إليهم مستمعين.

وفي قراءة بتشديد الميم والسين {لَا يَسَّمَّعُونَ} وأصله يتسمعون، أدغمت التاء في السين فصارت يسَّمَّعون، والقراءة هذه سبعية؛ لأن في اصطلاح المؤلف أنه إذا قال: في قراءة، فهي سبعية وإذا قال: قرِئَ، فهي شاذة {وَيُقْذَفُونَ} قال المؤلف -رحمه الله-[أي الشياطين بالشهب من كل جانب من آفاق السماء، {دُحُورًا} مصدر دحره، أي طرده وأبعده وهو مفعول له]، {وَيُقْذَفُونَ}، الضمير يعود على الشياطين فإذا قال قائل: إنه لم يتقدم ذكر الشياطين، فالجواب: بلى، تقدم في قوله {مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ} , لأن كل شيطان عام، فيكون دالًّا على الجمع، إذن يقذفون أي الشياطين المعلوم جمعهم من قوله {كُلِّ شَيْطَانٍ}، {وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (٨)}، الذي يقذفهم الله -عَزَّ وَجَلَّ- بأمره، يأمر هذه الشهب فتقذفهم، فالقذف هو الرمي بشدة {مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (٨)} أي من الجوانب التي تصيبهم من آفاق السماء. كما قال المؤلف. {دُحُورًا} يعني طردًا وإبعادًا. وهي كما قال المؤلف مفعول له، أي لأجل الدحور، والمفاعيل خمسة: المطلق، والمفعول به، والمفعول فيه، والمفعول له، والمفعول معه، وأمثلتها:

ضربت ضربًا أبا عمرو غداة أتى ... وسرت والنيل خوفًا من عقابك لي

<<  <   >  >>