للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حسنًا {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (١٣٠)} هو إلياس المتقدم ذكره، وقيل: هو ومن آمن معه، فجمعوا معه تغليبًا، كقولهم للمهلب وقومه: المهلبون، وعلى قراءة (آل ياسين) بالمد، أي أهله المراد به إلياس أيضًا].

أفادنا المؤلف أن في الآية قراءتين: الأولى إلياسين، والقراءة الثانية: آل ياسين، أما على القراءة الأولى إلياسين فهل إلياسين، هو إلياس؟ أو من قومه؟

فيه قولان للعلماء: فمن العلماء من قال إن إلياسين هو إلياس، فيكون كقوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (١٢٠)} وهنا لم يذكر إلياس قال: سلام على إلياس، لكن اختلف اللفظ؛ لأن الاسم أعجمي، والعرب إذا عربت الاسم الأعجمي صار فيه شيء من التصرف، مثل جهنم يقال أصلها جهنام، وأصلها الفارسي كهنام، وعلى هذا لا نحتاج إلى التعب، فنقول: من أين اشتقت جهنم؟

وعلى كل حال: إذا جعلنا إلياسين هو إلياس نفسه صار جاء مرة بإلياس ومرة بإلياسين بناء على أن العرب يتصرفون في الأسماء الأعجمية المعربة، وفيه معنى آخر على القراءة الأولى إلياسين على أن المراد قومه، وأن الياء والنون زيدت كما تزاد في مسلم فيقال: مسلمين، فتكون إلياسين جمع لإلياس كما قال المؤلف: (المهلبون)، وأصلها يقال: المهلبيون، نسبة إلى المهلب، فآل ياسين أصلها إلياس ثم زيدت الياء والنون، وصار المراد بذلك قومه. هذا على قراءة إلياسين. فيكون فيها معنيان.

<<  <   >  >>