هؤلاء بأنهم سوف يبصرون عاقبة أمرهم، وذلك بالذل والخزي والعار في الدنيا، وكذلك في الآخرة بالعذاب.
قال المؤلف -رحمه الله-: [فقالوا استهزاء: متى نزول هذا العذاب؟ قال الله تعالى تهديدًا لهم: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦)} الهمزة في قوله: {أَفَبِعَذَابِنَا} للاستفهام، والفاء عاطفة، وقد ذكر أهل العلم أن همزة الاستفهام إذا دخلت على حرف العطف، فإنه يجوز في إعرابها وجهان:
الوجه الأول: أن يكون المعطوف عليه مقدرًا بين الهمزة وحرف العطف، ويقدر بما يناسب.
الوجه الثاني: أن تكون الجملة معطوفة على ما سبق بدون تقدير، ويكون محل الهمزة بعد حرف العطف، وعلى هذا يكون التقدير: فـ (أبعذابنا) يستعجلون.
وعلى الأول تقدر ما يناسب المقام فتقول: أسخروا فبعذابنا يستعجلون.
واستعجالهم العذاب على وجهين:
الوجه الأول: أن يكون بالقول، فيقولون: الوعد {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٥)} [الملك: ٢٥] أين العذاب الذي تعدوننا به؟ !
الوجه الثاني: أن يكون بالفعل وذلك بتماديهم بالمعصية، لأن المتمادي بالمعصية هو مستعجل للعذاب في حقيقة الأمر؛ لأن المعاصي سبب للعذاب، كما قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦)} [الأعراف: ٩٦].