للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محفوف برعاية الله سبحانه وتعالى وحمايته عن الشيطان، والمخلص أشد وقعًا من المؤمن.

{أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (٤١)} أولئك الضمير يعود على عباد الله المخلصين، وأتى بأولئك الدال على البعد مع قرب ذكرهم ولم يقل: (هؤلاء)، بل قال: {أُولَئِكَ} تعظيمًا لشأنهم وبيانًا لعلو مرتبتهم. والإشارة بالبعيد تأتي لتعلية الشأن وتعظيمه، كما قال الفرزدق يخاطب جريرًا:

أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع

قال: أولئك آبائي أشار إليهم بإشارة البعيد، تعظيمًا لشأنهم وتعلية لهم.

{أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (٤١)} (أي عطاء)، قال المؤلف: -رحمه الله-[في الجنة]، والأولى أن تطلق كما أطلق الله -عز وجل-.

وقد يقال: يجازون أيضًا في الدنيا، لكن ظاهر سياق الآية: {فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (٤٢) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٤٣)} يدل على أنه المراد الرزق الحاصل لهم في الجنة.

وقوله: {رِزْقٌ} بمعنى عطاء {مَعْلُومٌ}، يقول المؤلف: [بكرة وعشيًّا]، فكأنه يشير إلى أن المراد بالمعلوم معلوم الوقت. ولو قيل: إنه أعم فهو معلوم الوقت ومعلوم النوع ومعلوم في الدنيا ومعلوم عند ملاقاته لكان أشمل، فإن هذا الرزق معلوم في الدنيا لأن الله تعالى أعلمنا به وهو أيضًا معلوم الوقت لقوله:

<<  <   >  >>