للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثانية: الاستكبار عن الاستجابة لمن دعاهم إليها، ويقولون مع استكبارهم النفسي يقولون بألسنتهم: {أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا} في همزتيه أربع قراءات على حسب ما قال المؤلف:

١ - أن تحقق الهمزتين.

٢ - أن تسهل الثانية.

٣ - أن تدخل ألفًا بينهما في حال التحقيق.

٤ - أن تدخل ألفًا بينهما في حال التسهيل.

{أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (٣٦)} الاستفهام هنا للنفي، وأكدوا هذا النفي بقوله: {أَئِنَّا لَتَارِكُو} أكدوه بإنا واللام، يعني هل يمكن أن نترك آلهتنا لهذا القائل الذي وصفوه بهذين الأمرين: شاعر ومجنون، أي لأجل قول محمد - صلى الله عليه وسلم - يعني لا يمكن أن نترك آلهتنا من أجل قول هذا الشاعر المجنون، والشاعر هو من يقول الشعر، والمجنون ضد العاقل، ومن المعلوم أن قولهم هذا كذب، ومع كونه كذبًا فهو متناقض. وجه التناقض أن المجنون كيف يكون شاعرًا؟ المجنون لا يمكن أن يأتي بكلام نثر منتظم، فكيف يأتي بكلام نظم يهز المشاعر، ويقال: إنه صدر من شاعر؟ ! لكن -والعياذ بالله- العمى إذا حل في القلب صار الإنسان لا يدري ما يقول، ربما يقول قولًا يتناقض وهو لا يدري.

ومن المعلوم أن الله تعالى كذبهم في هذا القول، فقال تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩)} [يس: ٦٩]] وقال تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢)} [القلم: ١ - ٢] بل أنت أعقل العقلاء،

<<  <   >  >>