للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السفه، ولكن -والعياذ بالله- الإنسان إذا أعمى الله بصيرته لا يغنيه بصر العين، وكانوا في الجاهلية يفعلون شبه هذا الفعل، كانوا إذا نزلوا أرضًا في سفر جمعوا أربعة أحجار، ثلاثة منها للقدر، وواحدًا للعبادة، فصار هذا الحجر المعبود مساويًا لمناصب القدور، وبعضهم كانوا يعجنون إلهًا من العجوة يعني من التمر، بعبدونه من دون الله، فإذا جاعوا أكلوه، ولم يقولوا: أطعمنا، أو هيئ لنا طعامًا. هو نفسه يؤكل، هذا من السفه، كذلك قوم إبراهيم -عليه السلام- صنعوا أصنامًا بأيديهم ثم صاروا يعبدونها.

وقول المؤلف: -رحمه الله-[أصنامًا] إشارة إلى أن {تنحتون} تنصب مفعولين: أحدهما: العائد للموصول الذي تقديره: ما تنحتونه، والثاني: هذا المحذوف الذي قدره المؤلف: أتعبدون ما تنحتون أصنامًا.

{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعمَلُونَ} قال المؤلف -رحمه الله-[من نحتكم ومنحوتكم فأعبدوه وحده، وما مصدرية، وقيل: موصولة، وقيل: موصوفة].

{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ} إذا كان الله هو الخالق فهو أحق بالعبادة، هل الأحق بالعبادة من خلقكم أو من خلقتموه؟ من خلقكم، ولهذا قال: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (٩٦)} قول المؤلف: [من نحتكم ومنحوتكم].

أتى -رحمه الله- بالمصدر وأتى باسم المفعول من نحتكم إشارة إلى أن (ما) يجوز أن تكون مصدرية، ويجوز أن تكون

<<  <   >  >>