للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باذكر مقدرًا] أي اذكر إذ قال لقومه، وإذا قلنا: إنه منصوب باذكر مقدرًا فهل الخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم -؟ يعني اذكر إلياس لقومك، أو الخطاب لكل واحد يصح خطابه، ويكون المراد بقوله: اذكر المقدر أي: تذكر، يحتمل هذا وهذا، وعلى كل حال فإن الله أمر نبيه أن يذكر للناس هذه القصة، وأمر كل واحد أن يتذكر هذه القصة، لأن في ذلك عبرة.

{أَلَا تَتَّقُونَ (١٢٤)} {أَلَا} هنا: أداة تحضيض وليست أداة عرض؛ لأنه لا يقصد عرض التقوى عليهم، ولكن يحضهم على هذا، قال المؤلف: (ألا تتقون الله) فقدر المفعول المحذوف باسم الجلالة، ولكن الأولى أن يقال: إنه أعم من ذلك، ألا تتقون الله، ألا تتقون النار، كما قال تعالى: {وَاتَّقُوا النَّار} [آل عمران: ١٣١] ألا تتقون يوم الحساب كما قال تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: ٢٨١] فحذف المفعول أعم، ولا ينبغي إذا دلت الآية على معنى أعم أن نقيدها بمعنى أخص؛ لأن هذا يعتبر نقصًا في تفسير الآية، بل إذا جاءت الآية عامة فلتبقى على عمومها، مطلقة فلتبقى على إطلاقها.

والتقوى: اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه.

{أَتَدْعُونَ بَعْلًا} الاستفهام هنا للتوبيخ والإنكار والتسفيه، وتدعون بمعنى تعبدون، فإن الدعاء يسمى عبادة. قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} [غافر: ٦٠] ولم يقل: عن دعائي، وهذا يدل على أن

<<  <   >  >>