للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُبِينٌ (١٥٦)} يعني إن كان لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم الذي به السلطان، والأمر هنا للتحدي والإعجاز مثل قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة: ٢٣] فقوله: {بِكِتَابِكُمْ} أي بكتابكم الذي به الحجة والسلطان، وقول المؤلف -رحمه الله-: [التوراة] هذا لا شك أنه وهم؛ لأن هذه الآية ليست تخاصم اليهود حتى نقول إن المراد بذلك التوراة، إنما تخاصم المشركين الذين جعلوا الملائكة بنات الله، ولهذا في بعض نسخ المؤلف كلمة (التوراة) ساقطة، والنسخة التي سقطت منها أصح من النسخة التي ثبتت فيها، قال: [فأروني ذلك فيه] يعني أروني إن لله البنات في ذلك الكتاب الذي تأتون به، ثم أظهر إعجازهم بقوله: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٥٧)} في قولكم ذلك، وهذا يدل على أنه لا يمكن أن يأتوا بكتاب فيه أن الله جعل الملائكة بنات له، فهذا شيء مستحيل.

و(إن) في قوله {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٥٧)} شرطية، وتحتاج إلى فعل الشرط وجوابه، ففعل الشرط موجود: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٥٧)} وجوابه قيل: إن جوابه محذوف دل عليه ما قبله، وهو: {فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ} والتقدير: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٥٧)} {فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ} فيكون محذوفًا دل عليه ما قبله، ولا ينبغي ذكره أيضًا، لأن ذكره تطويل مستغنى عنه.

وقيل: إنَّ (إنْ) الشرطية في مثل هذا التركيب لا تحتاج إلى جواب أصلًا فتكون مسلوبة الجواب، وعلى هذا القول لا يكون في مثل هذا الترتيب تقدير، ويكون هذا المحذوف لما كان معلومًا

<<  <   >  >>