للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعضها أدل على القدرة من بعض، وكلها دليل على القدرة حتى الذباب أهون شيء يدل على قدرة الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وكذلك الآيات الشرعية.

{بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢)} في هذه الآية قراءتان بفتح التاء، فيعود الضمير على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبالضم على الله سبحانه وتعالى، هذا هو القول الصحيح، وإذا كان عائدًا إلى الله -عز وجل- فهل هو عجب حقيقي أو مجازي؟ الصحيح أنه حقيقي وأنه كسائر الصفات، فإذا قال قائل: إن العجب هو حالة تطرأ على الإنسان لفعل ما لا يخطر له على بال، أو لحصول ما لا يخطر له على بال، فكيف يمكن أن يوصف الله به؟

فالجواب أن نقول: إن أنواع العجب ثلاثة أقسام: عجب استحسان، وعجب إنكار، وعجب استفهام، والعجب الذي بمعنى الاستفهام لا يكون في حق الله؛ لأنه يكون لخفاء الأسباب على هذا المستغرب للشيء المتعجب منه بحيث يأتيه بغتة بدون توقع، وهذا مستحيل على الله تعالى؛ لأن الله تعالى بكل شيء عليم. مثال: للعجب الذي يحمل عليه الاستحسان "يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة" (١)، مثال عجب الإنكار من الله {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢)} هذا عجيب إنكار.

قوله: {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (١٤)} المراد بالآية أي آية؛ لأنها نكرة في سياق الشرط، والنكرة في سياق الشرط تفيد العموم،


= ومسلم، كتاب صلاة المسافرين باب فضل قراءة قل هو الله أحد (٨١١).
(١) أخرجه الإِمام أحمد (٤/ ١٥١) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١٦٥٨).

<<  <   >  >>