للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعني التزين بعد إزالة الأذى.

{وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٨٢)} الحمد: وصف المحمود بالكمال المحبة والتعظيم، وكمال الله -سبحانه وتعالى- يدور على أمرين: كمال ذاتي، وكمال فعلي:

أما الكمال الذاتي فهو -سبحانه وتعالى- كامل في ذاته المتصفة بكل صفة كمال.

والكمال الفعلي أن الله تعالى كامل في أفعاله، فله الفضل على عباده بجلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم، ولهذا شرع للإنسان إذا انتهى من الأكل والشرب أن يحمد الله -سبحانه وتعالى- على ما رزقه من الطعام والشراب، وإن شئت فقل: إنك تحمد الله الذي لا يحتاج إلى ما تحتاج إليه من الأكل والشرب.

{رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٨٢)} أي: خالقهم ومالكهم ومدبر أمورهم.

والعالم كل من سوى الله، وسموا عالمًا؛ لأنهم علم على خالقهم -عز وجل-، ففي كل شيء من مخلوقات الله آية تدل على وحدانيته وكماله.

{وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٨٢)} قال المؤلف -رحمه الله-: [على نصرهم -أي نصر الرسل- وهلاك الكافرين] ولو أن المؤلف جعلها مطلقة {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٨٢)} على كل شيء حتى على ما يقدره أحيانًا من غلبة أعدائه على أوليائه فإنه يحمد على ذلك، لما يترتب عليه من المصالح العظيمة كما في غزوة أحد التي ذكر الله تعالى فيها من الحكم أشياء كثيرة، ذكر منها جزءًا كبيرًا ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد.

<<  <   >  >>