للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذنبه فلا يظلم ربك أحدًا، ولا يمكن أن يسلم الأتباع من التبعة، وأن يسلم المتبوعون من التبعة، وأن هؤلاء انقادوا للضلال باختيارهم، وهؤلاء خدعوهم وغروهم، فكان على كل واحد من العذاب ما يستحقه وإن اشتركوا في أصله.

{إِنَّا كَذَلِكَ} [إنا كذلك كما نفعل بهؤلاء نفعل بالمجرمين]، هكذا قدر المؤلف كما نفعل بهؤلاء نفعل بالمجرمين.

ويحتمل أن يكون المعنى إنا كهذا الفعل نفعل بالمجرمين وهم مجرمون. إعراب هذه الجملة {إِنَّا} إن واسمها وجملة {نَفْعَلُ} خبرها {كَذَلِكَ} الكاف اسم بمعنى (مثل) منصوبة على المفعولية المطلقة، يعني إنا نفعل مثل ذلك الفعل بالمجرمين، وهذا التركيب يرد كثيرًا في القرآن، وإعرابه أن تجعل الكاف اسم بمعنى (مثل) وأن تجعلها منصوبة على أنها مفعول مطلق للفعل الذي يليها.

وقوله: {نَفْعَلُ} وصف الله نفسه بالفعل على سبيل التعظيم، حيث عاد الضمير إليه بصيغة الجمع، ومعلوم أنه سبحانه واحد، ولكنه وصف نفسه بهذا من باب التعظيم.

وقوله: {بِالْمُجْرِمِينَ (٣٤)} المجرم هو الذي اكتسب الجرم وهو الإثم، فكل مجرم فإن الله تعالى يفعل به هكذا، ولكن الجرم نوعان: جرم لا عمل صالح معه فهذا يفعل به هكذا قطعًا وليس أهلًا للعفو. وجرم معه عمل صالح فهذا تحت المشيئة إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ}. [النساء: ٤٨].

قال المؤلف: [{إِنَّا كَذَلِكَ} كما نفعل بهؤلاء {نَفْعَلُ

<<  <   >  >>