للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشجرة، لأن هذا الثاني أبلغ آية من الأول، وكلام أبي بكر - رضي الله عنه - يدل على أنه ليس هناك حاجز حسي يمنع من الرؤيا لا شجرة ولا عش عنكبوت، وليس هناك ما يبعد أن يوجد في الغار أحد من وقوع الحمامة على بابه، والحمامة قد تقع على باب الحجرة ولو كان فيها أحد - كما هو مشاهد كثير.

فالحاصل أن بعض الناس يأتون بمثل هذه الآيات ولا يفكرون بأنها تضعف جانب الآية، لأن كون الآية أن الله أعمى أبصار قريش عن رؤية الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع أنهم واقفون على الغار أبلغ بكثير من نسيج العنكبوت، أو الشجرة، أو الحمامة، وأحسن هذه الروايات من حيث السند نسج العنكبوت ومع ذلك فهو ضعيف، وإذا كان ضعيف السند وشاذ المتن لمخالفته ما جاء في الصحيحين فإنه لا يكون مقبولًا.

{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧)} أي أرسله الله تعالى بعد ذلك إلى قومه، وأتم رسالته إلى مئة ألف، وقوله: {أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧)} اختلف العلماء هنا:

فقيل: إن (أو) بمعنى بل، كما قاله المؤلف: [بل يزيدون عشرين، أو ثلاثين، أو سبعين] وتعيين الزيادة بعشرين أو ثلاثين أو سبعين ألفًا لا دليل عليه، ولا يمكن أن تكون الزيادة سبعين ألفًا. لأنه لو كانت الزيادة سبعين ألفًا ما صح أن يقال: مئة ألف أو يزيدون، بل يقال إلى مئة وسبعين ألفًا، لأن الفارق بين العدد الأول والثاني كثير، فعلى كلام المؤلف يكون الله تعالى أرسله إلى أكثر من مئة ألف وتكون (أو) هنا بمعنى (بل)، والمراد ببل التي

<<  <   >  >>