للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت (أو) بمعناها الإضراب الانتقالي، وليس الإضراب الإبطالي.

وذهب بعض العلماء إلى أن (أو) هنا للتحقيق، وليست للإضراب، أي إن لم يزيدوا على مئة ألف، لم ينقصوا، فكأن ما بعد (أو) لتأكيد ما قبلها، وليس للزيادة عليه، كما لو سألك سائل عن قوم: كم عددهم؟ فقلت: مئة ألف أو أكثر. يعني أنهم إن لم يزيدوا لم ينقصوا، وليس المراد إثبات الأكثرية أو الزيادة على هذا العدد، بل المراد تأكيد هذا العدد.

وعلى هذا تكون (أو) هنا إما بمعنى (بل) وإما للتحقيق، أي: تحقيق العدد السابق.

فعلى القول الأول يكون المرسل إليهم زائدين على مئة ألف، وعلى الثاني يكون المرسل إليهم مئة ألف، لكن أكد ذلك بقوله: {أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧)}.

{فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (١٤٨)} أي: أبقيناهم إلى حين، وهذا الحين هو وقت آجالهم التي قدرها الله لهم، يعني أنهم لم يهلكوا بهذا العذاب الذي أصابهم، كما قال تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (٩٨)} [يونس: ٩٨].

في هذه الآيات فوائد:

١ - إثبات رسالة يونس -عليه الصلاة والسلام- ويتفرع على هذه الفائدة:

وجوب الإيمان به رسولًا من عند الله.

<<  <   >  >>