للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العظيم، فإذا قيل: ما هو الفوز؟ قلنا: إن الفوز هو حصول المطلوب وزوال المرهوب.

وقوله: {الْعَظِيمُ (٦٠)} مأخوذ من العظمة، لأنه لا فوز أعظم من ذلك، قال الله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: ١٨٥].

وبهذه المناسبة أنبه إلى أن ضمير الفصل له ثلاث فوائد:

١ - التوكيد.

٢ - الحصر.

٣ - التمييز بين الخبر والصفة، لأنك إذا قلت مثلًا: (زيد فاضل) فإن الفاضل يحتمل أن تكون صفة وتكون خبرًا، فإذا قلت: (زيد هو الفاضل) تعين أن تكون خبرًا، وحصل بذلك التمييز بين الخبر والصفة، ثم قال -عز وجل-: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (٦١)} لمثل هذا المشار إليه ما ذكر من النعيم، وقوله: {لِمِثْلِ هَذَا} قال بعضهم: إن (مثل) هنا زائدة أي: لهذا فليعمل.

وقيل: بل هي غير زائدة أصلية، وأن (مثل) يؤتى بها للتعظيم والمبالغة، فإذا كان الإنسان يطلب منه أن يعمل العمل لمثل هذا، فما بالك بنفس هذا.

يقولون: إن المثل ملحق بمثيله إلحاقًا، كالمشبه ملحق بالمشبه به. فمرتبة المشبه به أعلى من مرتبة المشبه.

المثيل الذي قيل هذا مثل هذا أعلى من مماثله، لأنك إذا قلت هذا مثل هذا، فقد ألحقت الأول بالثاني. فإذا قيل لمثل هذا وصار الإنسان مطلوبًا منه أن يعمل لمثل هذا الشيء، فطلبه أن

<<  <   >  >>