للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

همزة الوصل، مع أنه يجوز وجه آخر في غير هذه الآية أصطفى البنات، فتقلب همزة الوصل إلى مد، ومنه قوله تعالي: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩)} [النمل: ٥٩] {آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (٥٩)} [يونس: ٥٩] قال المؤلف -رحمه الله-: [{أَصْطَفَى} أي: أختار] أي هل يختار الله عز وجل البنات على البنين؟ يعني لو فرض فرضًا ممتنعًا غاية الامتناع أن الله يتخذ ولدًا فهل يصطفي البنات على البنين؟ لا، لأن البنين أشرف من البنات، ولا يمكن أن يختار الله البنات على البنين، لو فرض الفرض الممتنع المقطوع بامتناعه أن الله يختار ولدًا ما اختار البنات على البنين، كما أنكم أنتم لم تختاروا البنات على البنين، جعلتم البنين لكم ولله البنات، ولهذا قال: {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣)} الجواب لا، لا يمكن.

{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤)} (ما) استفهامية وليست نافية وهي مبتدأ، والجار والمجرور (لكم) خبر.

والمعنى: أي شيء لكم حتى تحكموا هذا الحكم فتقولوا: إن لله البنات وهم الملائكة، وهذا الاستفهام للتوبيخ والإنكَار، {كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤)} أي هذا الحكم الفاسد، وهذا الحكم الجائر {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (٢٢)} [النجم: ٢٢] فهو حكم فاسد جائر.

{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (١٥٥)} الاستفهام هنا أيضًا للتوبيخ وكل الاستفهامات هنا تفيد التوبيخ والتقريع مع فائدة أخرى إذا دل المقام عليها.

{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (١٥٥)} قال المؤلف -رحمه الله-: [بإدغام التاء

<<  <   >  >>