للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)} قفوهم يعني أوقفوهم، من وقف يقف، والأمر: قف. ووقف تستعمل لازمة ومتعدية، فإذا قلت: مشى فلان، فوقف، هذا لازم، وإذا قلت: وقفت القول، أو وقفت زيدًا عند المكان الفلاني فهذا متعد.

قفوهم لا شك أنه متعد، ووجهه أنه نصب المفعول به الهاء، والواو في {وَقِفُوهُمْ} فاعل.

وهنا فائدة: أن حرف المضارعة لا تحسب من بنية الفعل، ولهذا يقال: إذا أردت أن تصوغ فعل الأمر: فأتِ بفعله مضارعًا مجزومًا، ثم احذف حرف المضارعة، وهذه تفيد طالب العلم. فمثلًا: إذا أردت أن تأتي بفعل الأمر من: خاف. فتقول: خف. لأن المضارع المجزوم: يخف. احذف حرف المضارعة: خف.

مثال آخر: نامَ الأمر: نَم، نجريها على القاعدة لم يَنَمْ. احذف ياء المضارعة. نَمْ.

الأمر من: مَال؟ مِلْ. على القاعدة. لم يَمِل. احذف ياء المضارعة (مِلْ). لأن الأمر مقتطع من المضارع. ووجه ذلك أنك تأتي بالمضارع مجزومًا ثم تحذف حرف المضارعة. الأمر من "خَشِيَ": اخْشَ، هات المضارع مجزومًا: لم يَخْشَ إذا لابد أن نقول: اخشَ. لماذا؟ لأنه لا يمكن أن تبدأ بالسكون، لأنه لو حذفنا ياء المضارعة لبقي خاء ساكنة، والشين مفتوحة، والخاء الساكنة لا يمكن أن تنطق بها. إذا وجدت كلمة أولها ساكن، تأتي بهمزة الوصل، فتقول: "اخْشَ"، وفعل الأمر من رمى: "ارْمِ" لأن المضارع (لم يَرْمِ) أوله ساكن لابد أن يؤتى بالهمزة والله أعلمَ.

<<  <   >  >>