للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه المصيبة والصبر عليها، كما قالت الخنساء في أخيها صخر:

وما يبكون مثل أخي ولكن ... أسلِّي النفس عنه بالتأسي

١٠ - ومن فوائدها: إهانة هؤلاء المشركين بحشر أصنامهم إلى النار، وجه ذلك أن إهانة المعبود إهانة للعابد، وأنا أضرب لكم مثلًا لو أن سيدًا تحته أرقاء أو رجلًا تحته عائلة، أهين هذا الرجل الذي تحته العائلة، أو الرجل الذي تحته الأرقاء فإن ذلك إهانة للعائلة وللأرقاء؛ لأنهم يقولون: هذا كبيرنا وعظيمنا الذي نعظمه، فإذا أهين فهو إهانة لنا، وإن لم يكن إهانة حسية، لكنها إهانة نفسية معنوية، فتهان هذه الأصنام إهانة لعابديها.

١١ - ومن فوائدها: جواز ذكر العموم وإن دخل فيه من ليس فيه إذا بين في موضع آخر، ويتفرع على هذا أنه لا يشترط في البيان مقارنته للمبين، لأن الذي يمتنع في البيان هو تأخيره عن وقت الحاجة، فإذا بين في وقت الحاجة زال هذا المحظور، وهذا قد بين في آيات كثيرة في القرآن بأن المؤمنين لا يدخلون النار {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١٠١)} [الأنبياء: ١٠١] وكل الآيات التي في وعد المؤمنين والمتقين تمنع من دخول هؤلاء في النار وإن كانوا يُعبدون من دون الله.

١٢ - ومن فوائدها: أن هؤلاء المكذبين المشركين يحشرون إلى طريق جهنم، كما أنهم في الدنيا اختاروا طريق أهل النار، فإنهم في الآخرة يجازون بمثل ذلك، فيدلون إلى طريق الجحيم، ويصدون عن طريق أهل النعيم.

<<  <   >  >>