القسم الثالث: ما يحدث به الإنسان نفسه في اليقظة، فإنه لشدة تعلق نفسه به قد يراه في منامه وهذا كثير.
{قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} قال المؤلف -رحمه الله-[بما أتيت به بما أمكنك من أمر الذبح، أي يكفيك ذلك، فجملة (ناديناه) جواب (لما) بزيادة الواو] هذا سبق البحث فيه، وبينا أن الصحيح فيه أن الواو ليست زائدة، ولكنها عاطفة على مقدر مناسب للمقام، لأن الواو من حروف المعاني وتفيد فائدة لا نستفيدها إذا قلنا بزيادتها، وما كان كذلك فإنه لا يمكن أن يكون زائدًا.
{إِنَّا كَذَلِكَ} أي: مثل جزائنا إياك {نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ} وذلك بإزالة الشدة عنهم إذا فعلوا ما أمروا به، وشاهد هذا قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: ٢، ٣] {يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (٤)} [الطلاق: ٤].
فهاتان آيتان تدلان أن الإنسان كلما اتقى الله زالت عنه الهموم وفرجت عنه.
وقوله:{الْمُحْسِنِينَ} يشمل الإحسان في عبادة الله، والإحسان إلى عباد الله. وقد تقدم ذلك.
{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ} ولا شك أن الأمر كما قال ربنا -عزَّ وجلَّ-: إنه بلاء مبين، اختبار عظيم ظاهر أن أمر بذبح ابنه الذي فيه هلاكه وموته على يديه، والواحد منا قد لا يطيق الصبر على موت ابنه الذي جرى بفعل الله -عزَّ وجلَّ- فكيف يصبر على