للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو من أجل إحزان الرائي وإخلال عقله، وقد حدَّث رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى في منامه أنه قد ذبح وأن رأسه تدحرج وأنه يشتد وراء رأسه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تحدث الناس بما يتلاعب بك الشيطان في منامك" (١) لأن هذا الشيء غير معقول، إنسان قطع رأسه وهرب الرأس وذهب يشتد وراءه ليأخذه ويضعه على رقبته، هذا شيء ينافي العقل.

وأحيانًا يضرب لك الشيطان مثلًا بما يمتنع شرعًا كما يذكر عن عبد القادر الجيلاني -رحمه الله- أنه رأى نورًا عظيمًا وسمع من هذا النور قولًا يقول: إني أنا ربك. وحدثه، فقال: إنه قد وضح عنه الصلاة فقال له: كذبت ولكنك الشيطان وعرف أنه كاذب، لأنه حدثه بما يمتنع شرعًا، فإن وضع الصلاة لا يمكن أن يكون أبدًا وهي أهم أركان الإسلام، والوحي قد انقطع، فإذا رأى إنسان في منامه ما يمتنع شرعًا فإنه من الشيطان.

الثالث ما يريه الشيطان للإنسان في منامه، لأجل أن يحزن، وهذا كثير جدًّا، ودواء هذا ما أخبرنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الإنسان إذا رأى في منامه ما يكره، فليقم وليتفل عن يساره ثلاثًا، وليقل: أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت، ثم ينقلب إلى الجنب الآخر، ولا يحدث الناس بما رأى، وبعد ذلك لا يضره هذا الحلم (٢).


(١) أخرجه مسلم في كتاب الرؤيا، باب لا يخبر بتلعب الشيطان به في المنام (رقم ٢٢٦٨) (١٤ - ١٦).
(٢) أخرجه مسلم، كتاب الرؤيا، باب في كون الرؤيا من الله (٢٢٦١) (٤ - ٥).

<<  <   >  >>