للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان بعيدًا، والصوت المنخفض يقال لمن كان قريبًا.

وقوله: {أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ} أن هذه تفسيرية، لأن التفسيرية هي التي تأتي بعد فعل، أو بعد عامل يتضمن معنى القول دون حروفه، فهي بمعنى: أي {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} صدقتها أي فعلت ما يقتضي تصديق هذه الرؤيا، وقد رأى أنه يذبح ابنه وعزم على ذلك، وقام ببعض العمل الذي يكون بين يدي الذبح، فجعل الله -سبحانه وتعالى- ذلك تصديقًا.

والرؤيا: ما يراه الإنسان في منامه.

وما يراه الإنسان في منامه وينقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: رؤيا.

القسم الثاني: حلم.

القسم الثالث: يكون عن حديث النفس، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الرؤيا ثلاث: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تخويف من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه" (١).

أما الأول فإنه من الله، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة (٢).

وأما الثاني فهو من الشيطان، وغالبًا ما يكون هذا فيما يمتنع شرعًا، أو حسًّا، أو عقلًا، أي أن الشيطان يصور للشخص شيئًا ممتنعًا في الشرع، أو ممتنعًا في العقل، أو ممتنعًا بالحس.


(١) أخرجه البخاري معلقًا، كتاب التعبير، باب القيد في المنام (٧٠١٧) ومسلم، كتاب الرؤيا (٢٢٦٣).
(٢) أخرجه البخاري، كتاب التعبير، باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة (٦٩٨٩)، ومسلم، كتاب الرؤيا (٢٢٦٣).

<<  <   >  >>