للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الله تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢)} قال المؤلف -رحمه الله-: [المذكور لهم {خَيْرٌ نُزُلًا} وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره {أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢)}].

(أم) هنا متصلة و (أم) المتصلة هي التي تذكر بين متعادلين، ويحل محلها "أو".

والمنقطعة التي تذكر يينِ شيئين متجانبين، ويحل محلها "بل" مثل {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (٣٢)}. قوله {أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (٣٢)} بمعنى بل، أي: لا تأمرهم أحلامهم بهذا، ولكن هم قوم طاغون.

{أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢)}.

الجواب: ذلك بلا شك، ولكنه ذكر إما على سبيل التهكم بمن تنعموا في الدنيا ونسوا نعيم الآخرة، وإلا فلا أحد يشكل عليه أن ذلك خير من شجرة الزقوم، وهو كقوله تعالى: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩)} [النمل: ٥٩] فإنه من المعلوم لكل أحد أن الله خير، لكن هذا ذكر على سبيل التهكم بهِؤلاء، وأن معبوداتهم ليس فيها خير إطلاقًا. {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا} {أَذَلِكَ خَيْرٌ} مبتدأ وخبر. {نُزُلًا} تميز؛ لأنها جاءت بعد اسم التفضيل، فإن خير اسم تفضيل، حذفت منها الهمزة لكثرة الاستعمال، وأصل خير "أخير"، مثل شر أصلها "أشر"، {نُزُلًا}. النزل: هو ما يعد للضيف من التكرمة: كالأكل والشرب والفراش والمسكن وما أشبه ذلك، {أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢)} قال المؤلف -رحمه الله-: [المعدّة لأهل النار، وهي من أخبث الشجر المرّ بتهامة، ينبتها الله في الجحيم

<<  <   >  >>