للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما سيأتي]. شجرة الزقوم: شجرة خبيثة المنظر، كريهة الرائحة، مرة الطعم، إن نظر إليها إنسان لم يسر بها، وإن تذوقها فهي مرة، وإن شمها فهي كريهة، فهي إذًا بشعة المذاق، كريهة الرائحة، مشوهة المنظر، ومع ذلك إذا وصلت إلى بطونهم فإنها لا تفيدهم شيئًا فهي لا تسمن ولا تغني من جوع، ومع ذلك فإنها تزيدهم التهابًا وعطشًا -والعياذ بالله- كما ذكر الله تعالى في آية أخرى.

وسميت شجرة الزقوم قال العلماء: لأنهم يتزقمونها تزقمًا، أي: يتجرعونها تجرعًا؛ لأنها كريهة، لكن يحملهم عليها الجوع -والعياذ بالله- فيظنون أن هذه تسمن أو تغني من الجوع، وهي لا تسمن ولا تغني من جوع، فيتزقمونها تزقمًا. والعياذ بالله.

الفوائد:

١ - من فوائدها: التهكم بعقول هؤلاء الذين يفضلون عمل الدنيا على عمل الآخرة. حيث قال: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢)} ولا شك أن الجواب عند كل إنسان أن يقول: ذلك خير.

٢ - ومن فوائدها: إقامة الدليل على ضلال الإنسان بالغاية التي يؤول إليها أمره، فهؤلاء الذين فضلوا طريق أصحاب الجحيم اختاروا أن يكون نزلهم يوم القيامة شجرة الزقوم، ولا شك أن هذا ضلال بيّن، وسفه بعيد.

٣ - ومن فوائدها: إثبات الجزاء يوم القيامة؛ لأن شجرة الزقوم تكون في يوم القيامة.

<<  <   >  >>