للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجمع. {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (٩٣) قوله: "ضربًا" مصدر في موضع الحال، أي: فراغ عليهم ضاربًا باليمين، ويجوز أن تكون مصدرًا لفعل محذوف، والتقدير: فراغ عليهم يضرب ضربًا.

وقول المؤلف: -رحمه الله- {باليمين} [بالقوة] لا يتعين، بل يجوز أن يكون باليمين أي باليد اليمنى، وضرب بها لأن اليد اليمين هي آلة العمل غالبًا، ولأن اليد اليمنى أقوى من اليد اليسرى في الغالب، ولهذا تجد من النادر أن يكون بعض الناس أعسر يعمل بيده اليسرى عمله بيده اليمنى، {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (٩٤)} لما بلغ قومه ما صنع أقبلوا {إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (٩٤)} أي: يسرعون على وجه الجماعات بدليل قوله: {فَأَقْبَلُوا} بالواو فهم أقبلوا إليه مسرعين للإنكار عليه، لماذا كسرها؟ وقد ذكر الله تعالى في سورة الأنبياء عنهم: {قَالُوْا مَن فَعَلَ هَذَا بآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِين} [الأنبياء: ٥٩] فجعلوا ذلك ظلمًا وعدوانًا، فجاءوا يزفون لينتصروا لآلهتهم، وهكذا العابدون للأصنام ينتصرون للأصنام، والأصنام لا يستطيعون نصرهم، لكن هم جند محضرون لها. فهؤلاء أقبلوا يزفون إلى إبراهيم لينتصروا لآلهتهم، ولكنه -عليه الصلاة والسلام- كان قويًّا في ذات الله، {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (٩٥)} والاستفهام هنا للتوبيخ والإنكار، والاستهزاء بهم: كيف تعبدون شيئًا أنتم تنحتونه بأيديكم؟ وهل يليق عقلًا أن يكون المعبود مصنوعًا لعابده؟ هذا لا يليق، ولا يفعل هذا إِلَّا أسفه السفهاء. شيء تصنعه أنت بيدك ثم تعبده وتتضرع إليه وتنيب وتتعلق به وترجو منه النفع والضرر، هذا من

<<  <   >  >>